روايات

رواية أغصان الزيتون الفصل الثالث عشر 13 بقلم ياسمين عادل

رواية أغصان الزيتون الفصل الثالث عشر 13 بقلم ياسمين عادل

رواية أغصان الزيتون الجزء الثالث عشر

رواية أغصان الزيتون البارت الثالث عشر

رواية أغصان الزيتون
رواية أغصان الزيتون

رواية أغصان الزيتون الحلقة الثالثة عشر

“گشرارةٍ تولّدت من العدم؛ لكنها باتت سعيرًا مُظلمِ.”
_____________________________________
لحظات طويلة مملة، وهو ينظر نحو الردهه المؤدية لغرفتها، كأنه يترقب خروجها من هُناك گالمعتاد؛ لكنها لم تعد هُنا حتى تخرج. حنى “نضال” بصره ونظر حيال “مصطفى” الذي لم يقل حالهِ عنه، كان مهمومًا قلقًا، وهو يعلم إنها هناك الآن، تواجه أولئك الذين أقسم أن يُذيقهم من النار كؤوسًا. شعر به “نضال”، إنه ليس على ما يرام، فـ عاتبهُ بغير قصدٍ :
– مكنش المفروض توافق ياعم مصطفى!.
تنهد “مصطفى” بقنوط، غير قادر على الجِدال والمناقشة، أو حتى تفسير نفسه له :
– أنت عارف سُلاف أكتر مني، أنتوا متربيين سوا يانضال، سُلاف عمرها ما كانت هترجع خطوة واحدة بعد اللي وصلنا له.. إحنا عيشنا سنين يابني نخطط للحظة دي، الوصول هنا مكنش سهل أبدًا.
هُنا.. المكان الوحيد الذي يستطيع فيه “نضال” نزع ثوبه المزيف، وترك روحهِ الحقيقية تنبعث من بواطنهِ، غير مجبر على اعتناق الهدوء والثبات الكاذبين. حرر عنقه من رابطة العنق، وبدأ جسده يُصدر تشنجات منفعلة جراء غضبه المكتوم :
– أنا مش مرتاح لحمزة ياعم مصطفى، أنت مشوفتش عينه وهو بيتكلم الصبح كان كلها شر إزاي!.. سُلاف مهما كانت ذكية حمزة أقوى منها، حمزة غبي ولما بيتغابى بجد بيبقى إبن آ ××××××.
كان “مصطفى” واثقًا، كأن حبال الأمور كلها بين أصابعه گالدُمى، يُراقصهم كما يحلو له :
– وسط كل رجالتنا اللي حاوطوا البيت مش هيقدر يلمس شعره منها، متنساش إن عِبيد كمان هناك ومش هيفارقها لحظة.
– ولــو غــدر بيـها!.

 

 

ضغط “مصطفى” على مسند كرسيهِ المتحرك، وتراقصت لمعة عيناه الحاقدة، وهو يتوعدهم بمصيرٍ أسود ينتظرهم :
– ساعتها هعمل اللي أقسمت من سنين إني مش هعمله، هحرقهم كلهم، هولع فيهم وهما صاحيين، زي ما حرقوني وحرقوا إسماعيل ومراته وحرقـوا أبـوك وكتير زيهم.
كأنه بذلك أراد أن يُذكرهُ، بإنتقامهِ الذي سعى هو أيضًا إليه. تحجرت عينا “نضال” مع ذكر سيرة والدهِ، فـ ضغط “مصطفى” أكثر وأكثر عليه، علّه يُصرف عقله عن فكرة التراجع :
– أبوك اللي كان كل ذنبه إنه أمين مخازن عيلة زيـّان!.. وراح هو كمان غدر زي اللي راحوا.
ازدرد “نضال” ريقهِ وهو يبتعد خطوتين للخلف :
– خلاص ياعم مصطفى، أنا مش ناسي عشان تفكرني.
هدأ “مصطفى” قليلًا، وخفت صوتهِ الصادح وهو يردف بـ :
– أنا عارف غلاوة سُلاف عندك، ده اتولدت على إيدك وانت عندك ١٣ سنة.. لكن أوعى تفكر إني ممكن أضحي ببنت أخويا، دي الحاجه الوحيدة اللي فضلت من إسماعيل الله يرحمه وأنا مش هخون الأمانة أبدًا.. لكن خلينا نحكم عقولنا ونبقى هاديين، اللي جاي أهم بكتير من كل اللي راح يابني.
أومأ “نضال” متفهمًا، وسحب سُترته وهو يقول :
– أنا لازم أكون قريب من حمزة الفترة دي، على الأقل تكون عيني عليها.
– أبقى كلمني يابني.
سار “نضال” نحو باب الخروج من الغرفة وهو يردف بـ :
– حاضر.
نظر “مصطفى” عبر النافذة المغلقة، حيثُ قُرص القمر المكتمل في كَبِد السماء، وأردف متمنيًا بخفوتٍ :
– جه يوم رد الحق يا صـلاح.. يوم ردّ المظالم.
**************************************
جاهد لكي ينتشلها من بينهم، كي يختلي بها بعدما فضحت أمرهِ أمام “أسما” تحديدًا، فـ انغرزت يداه في رسغها وكاد يجتذبها معه للخارج :
– أمشي معايا.
فـ استوقفته “أسما” غير راضية عن انصرافهم، وهدرت فيه بأعلى صوتها :
– مش هتتحرك من هنا قبل ما تفهمني معناه إيه الكلام ده!.. أنت عايز تعترف بالجربوعة دي!.

 

 

ذمّت “سُلاف” على شفتيها بنزق، وأردفت بإستهجان :
– ليه بس ياطنط!.. ده أنا برضو أم حفيدك.
ضغط “حمزة” على رسغها كي تصمت، وهو يُسدد لها نظراتٍ حامية :
– أخــرســي شـويـة!.
تنهدت وهي تُرخي كاهلها، ورفعت الصغير “زين” نحو صدرها قليلًا، بعدما تحررت من أصابعهِ بصعوبة :
– حاضر يابيبي.
تلك الكلمة التي تنعتهُ بها فـ تُسعّر نيران غضبه المتقدة، زجرها بصرامةٍ محدقًا فيها بعد أن قالتها للمرة الثانية، ثم أصرف بصره عنها كي يُسكّن والدته المستشيطة قليلًا :
– خلينا نتكلم لوحدنا بس بعدين ياماما.. ممكن!.
التقت عيناها بعين تلك المجرمة – من وجهة نظرها -، فـ رمقتها بإستحقارٍ وقد شملت نظرتها أسفلها وأعلاها :
– مبقاش في حاجه ينفع تستخبى ياحمزة، أنا لازم أعرف وأفهم كل حاجه دلوقتي حالًا.
تدخل “صلاح” بدوره بعد أن طال صمتهِ، وتسائل بجدية حازمة :
– هو سؤال واحد بس ياحمزة، أنت فعلًا قولت للبت دي كده؟.
لم يستغرق الأمر سوى ثانية واحدة كي يجيب “حمزة” دون تخطيطٍ مُسبق أو تفكير في توابع الأمر :
– آه.
فـ أسرعت “سُلاف” تستغل الموقف لصالحها في الحال :
– سمعتي ياطنط؟.. أهو قال آه.
التفت برأسه نحوها وصرخ فيها :
– يـــــوه!!.. ما تسـكُـتـي بـقا!.
انتفض “زين” بين ذراعيها، أحست برجفتهِ قبل أن يصدر صوت أنينهِ المُعلن عن بداية بكاء. حدجتهُ “سُلاف” بنظرةٍ حازمة، وقد تبددت كل تعابير اللين بوجهها في لحظة واحدة، وباتت ملامحها أكثر جرأة وهي تُحذرهُ بنبرةٍ قوية :
– إياك تزعقلي تاني والولد في حُضني.
ذلك التحذير – الشديد اللهجة – دفعهُ أن يلتفت إليها بكامل جسدهِ، ليتبادلا نظرات الإمتعاض الصريحة، كأن كلٍ منهم ينافس الآخر، أيهما أقوى في غضبهِ، أيًا منهم سيهزم الآخر بإندفاعهِ، لم يُطيق “حمزة” صمتًا، وسأل مستهجنًا جرائتها الغير مُبررة :
– أنتي بتقولي إيه!.
فـ اشتد الحزم في صوتها، وهي تُكرر دون ذرة واحدة من التراخي :
– اللي سمعته، مرة تانية متزعقش في مكان زين موجود فيه!.
ثم وزعت نظراتها المستخفة على الجميع قبل أن توجه حديثها للعام :
– أنا مش برمي بلوتي على حد، إبنكم أتأكد وعرف إن زين إبنه وقرر يعترف بيه.. وأنا وافقـت.
انبعجت شفتي “أسما” بسخرية قائلة :
– كمان انتي اللي وافقتي!.

 

 

كأن قوتها تتضاعف، كلما احتدمت المواجهة بينها وبينهم، فـ تكتسب قوةٍ أعتى وأقوى :
– آه.. ومعنديش مانع أبدًا إني أخرج من هنا دلوقتي أنا وأبني ونتقابل في المحكمة، بس قبل ما أخرج أسألي إبنك هو عايز إيه الأول.
ختمت حديثها وهي تنظر إليه، ثم سألته :
– ولا إيه رأيك؟.
نظرت “أسما” تجاه زوجها، وقد انفلتت أعصابها وهي تزعق بـ :
– ما تقول حاجه ياصلاح!!.. البت دي مش هتقعد هنا لو آخر يوم في عمري.
تذكر “صلاح” تلميحات “حمزة” السابقة، عن حقيقة نواياه لإستدراجها، فـ تفهم على الفور نظرات إبنه المغزية، وقرر أن يُسهل له الأمر، فـ هو بالكاد يعرف ما هي النتيجة النهائية، لأمرٍ تدخل “حمزة” فيه لـ حلّه. أمسك بمعصم زوجته، وبلطفٍ لا يُناسب الأجواء المتوترة والمشحونة، كان يجذبها معه للخارج :
– تعالي ياأسـما، خلينا نتكلم فوق.
انتشلت “أسما” يدها منه، ورفضت أي فرصة للتفاهم فيما يخص هذا الأمر :
– لأ، لما البت دي تمشي من هنا هي والبلطجية اللي معاها نبقى نتكلم ياصلاح.
– ماما أنتي بتصعبي الموضوع وهو مش متحمل!.
– قولت كلمة واحدة، مش هتقعد هنا يعني مش هتقعد هنا.. خلصت.
طرقات على الباب أسترعت إنتباه الجميع، حيث وقف “عِبيد” على عتبة الباب، مصوّبًا نظرهِ على سيدتهِ، ليسألها في جدية :
– أجيب الشُنط من برا ياهانم ؟.
فـ زجرهُ “حمزة” بنظرةٍ عدائية وهي يزأر بـ :
– مين سمح للحيوان ده يدخل هنا!!.
والتفت نحوها متابعًا :
– انتي فاكرة نفسك جايه بيت أبوكي؟؟.. تدخلي فيه اللي على مزاجك.
لولا ثباتها الذي كافحت للحفاظ عليه، لجعلتهُ يدفع ثمن ذكر أبيها الراحل في التو واللحظة؛ لكنها آثرت الصمت، لئلا تُفسد انتظار سنواتٍ طويلة، وهضمت عبارتهِ – مؤقتًا – ، حتى يسمح الوقت لها لحسابه عليها. تجاهلتهُ، وتجاوزت الجميع وهي تسير نحو الباب مرددة :
– لأ ياعِبيد، خد زين خليه في العربية لحد ما أخرج وراك.
قاطعها “حمزة” وقد عبر المسافة الفاصلة بينهما، وقبل أن تترك طفلها بين يدي “عِبيد” كان يردف بـ :
– محدش هيخرج من هنا غير لما أنا أقول ده.
ضمت “زين” لحُضنها من جديد، محافظة عليه لئلا يُصيبه مكروه وسط عراكهم، وصوت بكاء الصغير گالصافرة المزعجة بالنسبة له لا يُطيق سماعه، ثم سددت إليه نظرةٍ متوعدة :
– الولد ملهوش علاقة بكلامنا، لازم يبقى بعيد عن صوتك العالي.
ضحك من زاوية فمه بسخرية، وذكّرها بأن ذلك الطفل هو أساس حديثهم كله :
– ملهوش علاقة إزاي!!.. المحروس إبنك هو الموضوع كله ولا نسيتي؟.

 

 

نظرت لـ “عِبيد”، كأنما تعطيه إشارةٍ ما، فـ انصرف “عِبيد” من أمامها، لتتسنى لها الفرصة كي تعطي له تلميحًا عن مشهد سيراه في المستقبل القريب :
– أوعى تكون فاكر إنك هتقدر تستفرد بيا ياحمزة!.. أنا اللي ورايا يسدوا عين الشمس، وعمرك ما هتقدر في يوم تكسب حرب أنا خِصمك فيها.
جلجل صوت ضحكتهِ؛ لكنها ضحكة نبعت من غيظهِ المكتوم الذي قد يُصيبهُ بذبحة صدرية :
– أوعي تكوني فاكرة شوية الرجالة اللي رايحين جايين وراكي في كل حته دول هيحموكي مني، أنتي لو دخلتي الجُحـر مش هتـطلعي منه غير مـسمومـة.
لحظات فارقة، وكان منزل “صلاح القُرشي” يحشد عدد من رجال الحراسة الخاصة، الذين اقتحموا المكان كما لو كان ثأر يُطاردوهُ. صوت حركتهم المدروسة – والمُخططة مسبقًا -، دفع “حمزة” ليهرع للخارج، ويستشكف بنفسهِ ما الذي يجري، ليرى مشهدًا وكأن الحرب قد شمرت عن ساعديها، وتنتظر إلتقاء الخِصمين في خِضم المعركة. نظر “صلاح” و “حمزة” للمحيط الذي أصبح ساحة تضم رجالها، ثم تحولت أنظارهم إليها وهي تقف بثباتٍ على أرض صلبة. حدجها “صلاح” بإستنكارٍ محتقر شأنها، وقد تجلّت أمارات الغضب على وجهه :
– إيه اللي بيحصل في بيتي ده!!
تقدم منها “عِبيد” بحريةٍ دون أن يعوقه شئ، فتح ذراعيهِ أمامها لتضع صغيرها أمانة عِنده، ثم انسحب “عِبيد” من الوسط تمامًا، بعدما ضمن سلامة الصغير أولًا، وأمهِ ثانيًا. شملتهم “سُلاف” بأنظارها قبل أن تبدأ حديثها :
– أنا جيت عشان أبقى عملت اللي عليا، بس طالما أنتوا مش مستعدين تعترفوا بأبني، يبقى القضية هتفضل مكملة في طريقها.
مضت بعدما رفعت حقيبتها على كتفها، مرّت أمامه، فـ اجتذب ذراعها يقول في حِدة :
– أنا مخلصتش كلامي.
كاد أحدهم يتدخل بينهما، كي يدفعهُ عنها -بالقوة-؛ لكنها أشارت له كي يتوقف محله، والتقت عيناها بعينيّ “حمزة” وهي ترنو إليهِ بفتورٍ :
– أنا خلصت.. إبنك تبقى تعترف بيه في المحكمة.
وحررت ذراعها منه كي تمضي، لولا أن صوتهِ استوقفها، ليقول ما لم يخطر بذهنها :
– بس أنا اعترفت بيه خلاص، مش أنتي قولتي ده زين حمزة صلاح القُرشي؟.
تبسمّ محياها بسمةٍ لم تُخفيها، والتفتت إليه بينما كان يتابع :
– يبقى إبني مكانه جمبي، وجمب صلاح القُرشي.

 

 

جنّ جنونها، وكادت تفقد صوابها، من هول ما تراه وتسمعهُ، من حديثٍ سيقتلع جذور عقلها :
– أنت اتــجــننــت يا حـــمــزة!..
لم يلتفت “حمزة” لوالدته، التي صرخت بصياحٍ هادر، غير قادرة على تقبُل وضعٍ سخيف گهذا، يجمع بينها وبين – زوجة عُرفية – في منزل واحد. وتابع حديثه الموجه لـ “سُلاف”، من أجل ضمان بقائها أمام عينيهِ :
– قولتي إيه ؟.. هتقعدي هنا في بيت العيلة، مـعـايـا.
اتسع فمها بإبتسامة عريضة برزت أسنانها، وأردفت بـ :
– وأنا مش عايزة أكتر من كده.. يابيبي.
أسرعت “أسما” تُغادر هذا الوسط، خطواتها أشبهت الركض وهي توفض نحو الدرج، لتبتلع السُلم كله في بضع خطوات وتختفي بين الأروقة، غير قادرة على تقبّل واقعٍ گهذا. تابع “صلاح” ما يحدث بأعصاب مُنفلتة، يتماسك بصعوبة شديدة ، شمل أولئك الحرس بنظراتٍ غامضة، ثم أمرهم بـ :
– أطلعوا كلكم بـرا، يــلا.
لم يُحرك أيًا منهم ساكنًا، في حين كانت “سُلاف” صامتة صمتٍ مريب، وكأنها جعلتهُ يختبر صدى أوامرهِ عليهم، والذي لم يُؤتي بنتاجٍ إيجابي، فـ تحولت نظرات “صلاح” الناقمة عليها، وهدر فيها قائلًا :
– ما تنطقي!.. قولي للأوباش بتوعك يغوروا من قدامي.
تنهدت “سُلاف” بقنوطٍ مستفز، وهي ترد ببرودة متناهية :
– يعني من أول يوم كده ياعمو تزعق!.. خلي بالك البيت هيكون فيه طفل ولازم يكون هادي.
قطب جبينهِ مستنكرًا، وقد حفر الغضب معالمهِ السوداء في وجهه :
– عمك!!.
التفتت تنظر إليه وتسأله ببلاهه :
– أومال أقولك إيه!.. أونكل؟.. برضو تبقى أشيك ، أونكل صلاح!
لكزها “حمزة” في منتصف عضدها، وقد طفح به الكيل :
– خلي العيال دي تطلع برا!.. أنتي مش هتعيشي هنا أنتي وهما.
تأملت أظافرها الجميلة التي وضعت عليهم طلاء باللون الأحمر القاني، يُشبه تمامًا كِنزتها القصيرة ذات الذراع الواحد، ثم أردفت بـ :
– لأ ما هما هيكون مكانهم هنا فعلًا.
ثم نظرت إليه بطرفها لتتابع :
– دول حِصني، مكان ما بروح بيكونوا موجودين.
احتد صوتهِ متسائلًا :
– يعني إيه!
هزت كتفها وهي توضح بكلمة واحدة :
– يعني هيفضلوا هنا.

 

 

 

كوّر قبضتهِ، رفعها أمام وجهها گالذي يلمح لأمرٍ ما، ثم هتف بخفوتٍ :
– أنا ماسك نفسي عنك بالعافية، بلاش تفقديني شوية الصبر اللي فاضلين، والله أهدّ المعبد كله على دماغك.
ضحكت ضحكة صغيرة وهي تُشير بأن مصيرهم بات مربوطًا بعضه ببعض :
– يا بيبي ما هو لو وقع هيقع علينا كلنا وأنت معانا.
انتقل “صلاح” بخطواتهِ نحو الهاتف الخلوي، رفع السماعة وهو يهدد بـ :
– أنا هجيبلك الشرطة وهي تاخدهم بطريقتها، هما والسلاح اللي معاهم كمان.
– هتقولهم إيه ؟؟.. مرات إبني عندها بودي جارد معاهم سلاح مرخص وجابتهم يحرسوا ڤيلتها اللي في آخر الشارع!!.
كانت الرسالة المُسجلة قيد التشغيل على الهاتف، بعدما حاول “صلاح” الإتصال بالنجدة، ومع سماع تلك العبارة الثقيلة جدًا منها، والتي تضمنت أكثر من أمر توقف، أغلق الهاتف ونظر نحوها حينما كان “حمزة” يسألها بإستغراب :
– أنتي ليكي ڤيلا جمبنا هنا؟.
تشبثت “سُلاف” بذراعه، تأبطت به ، وسردت عليه قصة القصيرة للغاية :
– آها يابيبي، اشترتها من يومين بس.. حقك عليا نسيت خالص أقولك، بس حبيت أبقى جمبك طول فترة القضية ، عشان لو حبيت تشوف زين.
وداعبت طرف ذقنهِ وهي تتابع :
– إبننا يا بيبي.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

الرواية كاملة اضغط على : (رواية أغصان الزيتون)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى